Zakat Fund in Lebanon Website is now loading....جاري تحميل موقع صندوق الزكاة في لبنان
AR EN FR

+961 1 770770

العقوبة الدنيوية لتارك الزكاة بخلاً
رقم السؤال: 1197
الخميس ٠٥ كانون الثاني ٢٠٠٦

ما العقوبة الدنيوية لتارك الزكاة مع العلم بأنه يتركها بسبب بخله الشديد وإن كان لا ينكرها أبداً كمسلم يعرف قيمة الزكاة في الإسلام وأنها حق الفقراء والمساكين؟

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد...
فإن العقوبة الدنيوية لتارك الزكاة بخلا، هي أن يقوم ولي الأمر بأخذها منه قسرًا بسلطان الشرع وقوة الدولة، ويزاد على ذلك أن يؤخذ نصف ماله تعزيزًا وتأديبًا له وردعًا لغيره، على أن هذه العقوبة مفوضة إلى تقدير الإمام ينفذها حيث يرى تمادي الناس ومنعها.
إليك تفصيل ذلك في فتوى الدكتور يوسف القرضاوي حفظه الله:
جاء في العقوبة الشرعية القانونية - التي يتولاها الحاكم أو ولي الأمر - قوله - صلى الله عليه وسلم - في الزكاة: "من أعطاها مؤتجرًا فله أجره، ومن منعها فإنا آخذوها وشطر ماله، عزمة من عزمات ربنا، لا يحل لآل محمد منها شئ" (رواه أحمد والنسائي والبيهقي)، وهذا الحديث لم يخرجه البخاري ومسلم رحمهما الله، جريًا على عادتهما في أن الصحابي أو التابعي إذا لم يكن له إلا راوٍ واحد لم يخرجا حديثه في الصحيحين. ومعاوية بن حيدة القشري لم يثبت عندهما رواية ثقة عنه غير ابنه فلم يخرجا حديثه في الصحيح والله أعلم. وتعقبه ابن التركماني في "الجوهر النقي" بما يدل على أن عادة الشيخين التي ذكرها البيهقي غالبة لا مطردة، وقد تضمن هذا الحديث جملة مبادئ هامة في الزكاة، وقد وردت في كتاب المغني لابن قدامه رحمه الله:
أولاً: الأصل في الزكاة أن يعطيها المسلم مؤتجرًا، أي طالبًا الأجر، ومحتسبًا الثواب عند الله تعالى، لأنه يتعبد لله بأدائها، فمن فعل ذلك فله أجره، ومثوبته عند ربه.
ثانياً: أن من غلب عليه الشح وحب الدنيا، ومنع الزكاة لم يترك وشأنه، بل تؤخذ منه قهرًا، بسلطان الشرع، وقوه الدولة، وزيد على ذلك فعوقب بأخذ نصف ماله تعزيرًا وتأديبًا لمن كتم حق الله في ماله، وردعًا لغيره أن يسلك سبيله. وقد قيل: إن هذا كان في ابتداء الإسلام ثم نسخ (ذكر ذلك الشيرازي في المهذب "المجموع: 332/5" ورد عليه النووي ص 334)، ولكن لا دليل على النسخ، ولا يثبت بالاحتمال. والذي أراه: أن هذه عقوبة مفوضة إلى تقدير الإمام. ينفذها حيث يرى تمادي الناس في منع الزكاة، ولم يجد سبيلاً لزجرهم غير هذا.
ثالثاً: أن هذا التشديد في أمر الزكاة إنما هو لرعاية حق الفقراء والمستحقين الذين فرض الله لهم الزكاة، وأما النبي - صلى الله عليه وسلم - وآله، فليس لهم نصيب في هذه الزكاة ولا يحل لهم منها شئ. على خلاف ما عرف في الصدقات عند اليهود، حيث كان عُشرها مخصصًا لآل هارون ( اللاويين )الذين كانوا كهانًا بالنسل والوراثة , وكان جزء آخر منها يصرف إلى أصحاب المناصب الدينية (انظر: الأركان الأربعة للأستاذ أبي الحسن الندوي ص129).
والله أعلم.

إسم المجيب أو المصدر: موقع إسلام أون لاين- د.يوسف القرضاوي

Zakat Fund In Lebanon 2014 © Powered By