تتلقى حمعيتنا الخيرية في بعض الأحيان تبرعات من بنوك تتعامل بالربا فهل يجوز قبول مثل هذه التبرعات؟ وإلى أي جهة تصرف وهل يجوز مخاطبة مثل هذه البنوك لطلب التبرعات منها
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد...
فيجوز للجمعية قبول التبرعات التي ترد من البنوك التي تتعامل بالربا باعتبارها جهة مختصة بهذا ووضعها في مواضعها المناسبة، وذلك لأن القواعد الشرعية تقضي أن كل مال نشأ من كسب غير مشروع فإن سبيله التصدق به أو إنفاقه في المصالح العامة تخلصا من الوزر على من هو في يده، على أن لا يوضع هذا المال في بناء المساجد أو صيانتها ولا في طباعة المصاحف، وقد أشار بعض الفقهاء كالإمام الغزالي إلى أن التحاشي عن أخذ مثل هذا المال ورعا لا ينافي إعطاء من تحل له الصدقة لاختلاف حاله عن المستغنى عنه فهو يشبه حال الضرورة التي يجوز فيها مما لا يجوز بدونها، بقطع النظر عن المنشأ إذا اقترن تقديمها بشرط ينافي الشريعة أو يؤثر على سياسة الجمعية سواء كان الشرط صحيحا أو عرف بالقرائن، وللجمعية ألا تتقيد بهذا الشرط.
وأما الشق الثاني من السؤال ) المتصل بحكم طلب هذه التبرعات من البنوك ( فنظرا إلى أن أموال البنوك ) حسب النظام العام لها والطرق المعروفة من أنشطتها ( الأغلب فيها الربا والمعاملات المحرمة، فإنه لا يجوز طلب التبرعات منها ولكن إن كان البنك له معاملات أخرى بحيث لا يكون الغالب على تعامله الربا فحينئذ يجوز طلب التبرعات منه
والله أعلم.
إسم المجيب أو المصدر: موقع إسلام أون لاين- مكتب الشئون الشرعية (بيت الزكاة ) - دولة الكويت