هل يعطى آل النبي صلى الله عليه وسلم من الزكاة أم لا؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد...
فإن إعطاء آل النبي صلى الله عليه وسلم من الزكاة في هذا الزمن جائز لأنهم منعوا من حقهم في خمس الخمس، وأنهم أولى من غيرهم في الاستحقاق.
وإليك تفصيل ذلك في فتوى دائرة الأوقاف والشئون الإسلامية بدبي:
إن الزكاة في أصلها قد فرضت لسد حاجة المسلمين فتؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم وكان آل النبي صلى الله عليه وسلم في غنى عن هذه الحاجة لأن عندهم من خمس الخمس ما يغنيهم، فكان من العدل والإنصاف أن يكتفوا بذلك، ولا يزاحموا مستحقي الزكاة في حقوقهم أضف إلى ذلك أن الزكاة في الحقيقة هي أوساخ الأموال وطهرة لأصحابها فلا ينبغي أن تصرف للآل الأطهار لعدم الحاجة إليها بعد أخذهم نصيبهم من خمس الخمس.
وإذا أدركنا هذه العلة في حال آل النبي صلى الله عليه وسلم اليوم لوجد أنهم لا يعطون ذلك الحق من خمس الخمس لعدم قيام الجهاد، ولا يعطون من بيت المال شيئاً، بل إنهم قد أُسلموا للفقر والحاجة، فهم بين حالتين: إما أن يصبروا على ذلك الفقر والحاجة والمسكنة وفي ذلك من الضرر بهم ما لا ينبغي أن يكون في مجتمع مسلم يرقب الله في آل نبيه صلى الله عليه وسلم.
وأما أن يضطروا إلى الاستجداء والمسألة، وذلك عار على المسلمين أن يروا آل نبيهم يتكففون الناس وقد وصاهم نبيهم في آله خيراً، وهم مع ذلك لا يكرمونهم لإكرام جدهم المصطفى صلى الله عليه وسلم فيعرضونهم للمذلة والاستخفاف.
إذاً لم يبق من سبيل إلا أن يعطى المستحق منهم من الزكاة ما يغنيه عن السؤال ويذهب عنه الحاجة.
وقد ذهب إلى القول بإعطائهم من الزكاة عند منعهم من حقهم في خمس الخمس جماعة من مجتهدي الأمة في سائر المذاهب، بل قال السادة المالكية: إن إعطاءهم في هذا الحال أفضل من إعطاء غيرهم.اهـ
ويعجبنا ما قاله القرضاوي هنا حيث قال ما نصه: والعجب ممن حَرَّموا الزكاة على بني هاشم والمطلب ولم يجوزوا لهم أخذها ولو منعوا خمس الخمس في بيت المال لعدم هذا الخمس كما في هذا الزمن، أو لاستبداد الولاة به كما في أزمنة مضت كيف يصنع الفقراء والمحتاجون من هؤلاء إذا لم يعطوا من الزكاة لهذه الضرورة، وهل من إكرام آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم أن يتركوا حتى يهلكوا جوعاً ولا يعطوا من مال الزكاة الذي هو حق معلوم، لذلك نفتي ونقول إن إعطاء آل النبي صلى الله عليه وسلم من الزكاة في هذا الزمن مع هذه الحيثيات جائز، وأنهم أولى من غيرهم في الاستحقاق.
والله أعلم.
إسم المجيب أو المصدر: موقع إسلام أون لاين- دائرة الأوقاف والشئون الإسلامية دبي