لدي أقارب وأصدقاء وأنا فى صراع لتقدير هل هم يستحقون الزكاة أم لا؟ أرجو تحديد المستحق للزكاة بمعنى الحد الأدنى للحاجة الضرورية للفرد أو الأسرة في العصر الحالي التى يستحق عندها الزكاة دون ترك المسألة لتقديري الشخصي بلغة الأرقام
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد...
فلا يمكن لي ولا لأحد أن يحدد ذلك لأن الحاجيات تختلف من بلد إلى آخر ، فبعض الأشياء تعتبر من الحاجيات او الضرورات في بلد ما، ولا تعتبر منهما في بلد آخر، أو كما يقول الإمام الغزالي رحمه الله: "قد يملك الإنسان فأسا ودرهما وهو غني، وقد يملك ألف درهم وهو فقير نظرا لكثرة حاجياته وكثرة عياله ونحو ذلك ".
وقد حدد القرآن الكريم ثمانية أصناف وجعل منهم بعض الأصناف لمن لا يجد الكفاية من العيش وهم الفقراء والمساكين، فالفقير هو الذي لا يملك شيئا معدم، أما المسكين فهو يملك شيء وله راتب وله دخل ولكنه لا يكفيه وعائلته كما قال الله سبحانه وتعالى في وصف المسكين الذي يملك السفينة ومع ذلك سماه الله بالمسكين، فقال تعالى { أَمَّاالسَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ َأعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً} 79الكهف. فهؤلاء المساكين كانت لهم دخول ناتجة من سفينتهم ولكنها لم تكن كافية لحاجاتهم، وهكذا، فمن هنا على الإنسان المزكي أن ينظر في أحوال هؤلاء ويسعى جاهدا أن يعطي زكاته للمستحقين من الفقراء والمساكين والمدينيين الذين لا يملكون من الأموال لقضاء ديونهم وكذلك أهل الجهاد ونحوهم ممن ذكرهم القرآن الكريم.
والله أعلم.
إسم المجيب أو المصدر: موقع إسلام أون لاين- الأستاذ الدكتور علي محيي الدين القره داغي (أستاذ الفقه بجامعة قطر)