Zakat Fund in Lebanon Website is now loading....جاري تحميل موقع صندوق الزكاة في لبنان
AR EN FR

+961 1 770770

الصدقة على الميت إذا كان له آراء تُعارِضُ الشريعة
رقم السؤال: 872
السبت ١٧ كانون الأول ٢٠٠٥

هل تصل الصدقة إلى الميت إذا كان له آراء تُعارِضُ أحكامَ الشريعة؟

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد...
فيقول الدكتور أحمد الشرباصي الأستاذ بجامعة الأزهر " رحمه الله" في رده على سؤال مماثل:
اتفق الفقهاء على أنَّ الميت المسلم ينتفع بما كان سببًا فيه من أعمال الخير والبرِّ في حياته، حيث قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو عِلْمٍ يُنْتفَع به، أو وَلَدٍ صَالِح يدعو له) كما قال: "إن مما يَلْحَقُ المؤمنَ من عمله وحسناته بعد موته، عِلمًا علَّمه ونَشَرَه، أو ولدًا صالِحًا تَرَكَه، أو مُصْحفًا وَرَّثَه، أَوْ مسجدًا بناه، أو بيتًا لابن السبيل بناه، أو نهرًا أكراه، أو صدقة أخرجها من ماله في صِحته وحياته، تلحقه من بعد موته". وقد يقوم الحيُّ للميت بعمل يكون استدراكًا لواجبٍ فَاتَ الميت أداؤه، فإذا أدّاه الحي أفاد الميت، وذلك كالصوم، فقد جاء رجلٌ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال له: يا رسول الله؛ أُمي ماتت وعليها صومُ شهر؛ أفأقضيه عنها؟ قال: "نعم فدَيْن الله أحق أن يُقْضى".
وكالحج، فقد جاءت امرأة إلى النبي فقالت: إِنَّ أُمي نَذَرَت أن تحجَّ فلم تحجّ حتى ماتت، أفأحج عنها؟ قال: "حُجِّي عنها، أرأيتِ لو كان على أمك دَيْن أكنتِ قاضيته؟ اقضوا، فالله أحقُّ بالقضاء". وإذا كان هناك تعارضٌ بين رأي الميت وبعض الأحكام الدينية، فقد يكون هذا الحكم موضع خلاف، أو تتعدد فيه الآراء، أو يتعلق بفرع من الفروع، وفي هذه الحالة لا نستطيع أن نقول: إن هذا الشخص خارج عن الإسلام، وما دام مُسلمًا فإنَّ أحكام الإسلام تجري عليه، كما تجري على غيره من المسلمين.
ولكنْ لو أنكر الشخص أصلًا من أصول الإسلام، أو جَحَدَ قَاعِدَة مِن قَوَاعِدِه، أو أَنْكَرَ ما ثَبَت من الدِّينِ بالضرورة فإنه في هذه الحالة يكون خارجًا عن الإسلام حتى يتوبَ ويرجِع.
ومن المعلوم أن الشخص الكافر لا ينتفع بقليل أو كثير من الأعمال التي يعملها الحيّ له، والله - تبارك وتعالى - يقول: (إِنَّ اللهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ) (النساء: 47).
والله أعلم.

إسم المجيب أو المصدر: موقع إسلام أون لاين

Zakat Fund In Lebanon 2014 © Powered By