أمتلك مجموعة من الأواني والتحف والتماثيل الذهبية ومجموعة من الحلي الذهبية فهل فيها زكاة؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد
فالأواني والتُّحف والتماثيل من الذهب والفضة محرَّمة، وبالرغم من كونها محرمة إلا أنه يجب فيها الزكاة إذا بلغت النصاب بالوزن أو بالقيمة، أما حلي الرجال فهي مُحرَّمة - إلَّا خاتم الفِضة - فإذا بلغت النصاب وجبت فيها الزكاة بنسبة 2.5%.
أما حلي النساء من الذهب والفضة فهي مباحة، وفي زكاتها رأيان:
الأول: مذهبُ أبي حنيفة والأوزاعي والثوري وغيرهم: أن حلي النساء من الذهب والفضة تجب فيها الزكاة، لعموم النصوص في الذهب والفضة، ولبعض الآثار الواردة حول زكاة الحلي، ومنها حديث أم سلمة: كنت ألبس أوضاحاً من ذَهبٍ، فقلت: يا رَسول الله أَكَنْزٌ هو؟ قال: «ما بَلغ أن تؤدَّى زكاتُه فزكّي فلَيس بِكَنز» رواه أبو داود وغيره. والأوضاح نوع من الحلي.
الثاني: مذهب مالك وأحمد والشافعي وغيرهم: أن حلي النساء لا زكاة فيها لعدم وجود النصِّ، ولأنها ليست مالاً نامياً، ولبعض الآثار ومنها ما رواه مالك: «أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم كانت تَلي بنات أخيها يَتامى في حِجْرها يَلبسن الحلي فلا تخرج من حُلِيِّهِنَّ الزَّكاة». الموطأ.
ولا بدّ من الإِشارة إلى أنه إذا أصبحت الحلي مادة للكنز والادِّخار، تجب فيها الزكاة، لأن المعفى من الزكاة هو ما كان للاستعمال، كزينة ومتاع، كما أنه إذا تجاوز المعتاد فيجب تزكيته بنسبة 2.5%. وحدّ الإِسراف يختلف باختلاف الأشخاص والمجتمعات.
والله أعلم.
إسم المجيب أو المصدر: موقع إسلام أون لاين- الشيخ فيصل مولوي نائب رئيس المجلس الأوربي للبحوث والإفتاء